تضيق الأبهر فوق الصمام (SVAS) هو اضطراب الدورة الدموية يتميز بتضييق فتحة الأبهر الموجودة فوق الصمام الأبهري. قد يكون هذا التضييق نتيجة لكل من التشوهات الخلقية والتغيرات المكتسبة، مثل التغيرات التنكسية التي تنتج عن التكلس والعمليات الالتهابية. يمكن أن يسبب NCS تدهور النتاج القلبي وبالتالي يؤدي إلى مظاهر سريرية كبيرة، بما في ذلك أعراض قصور القلب ومرض الشريان التاجي. غالبًا ما تتقدم عملية المرض ببطء وقد يظل العديد من المرضى بدون أعراض لفترات طويلة، على الرغم من أن التدهور بمرور الوقت يتطلب مراقبة وتدخلًا سريريًا وثيقًا.

تاريخ المرض وحقائق تاريخية مثيرة للاهتمام

يعود تاريخ تضيق الأبهر فوق الصمام إلى المراحل الأولى من تطور أمراض القلب كعلم. يعود أول ذكر لعلم الأمراض الذي يشبه NCS إلى بداية القرن العشرين، عندما بدأ الأطباء في دراسة أمراض القلب بشكل منهجي. في عام 1954، تم تسجيل أول تدخل جراحي ناجح لتصحيح تضيق الأبهر، مما أثر على اختيار العلاج الإضافي لهذا المرض. مع مرور الوقت، توصل جراحو القلب وأطباء القلب إلى رأي مفاده أن العلاج الجراحي هو المعيار الذهبي لعلاج NCS، خاصة في المرضى الذين يعانون من أعراض حادة. إحدى الحقائق الجديرة بالملاحظة هي أن NCC يتم اكتشافه غالبًا عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، على الرغم من أن الأشكال الخلقية يمكن أن تحدث عند الأطفال.

علم الأوبئة

وفقا للدراسات الوبائية، فإن معدل انتشار تضيق الأبهر فوق الصمام يختلف باختلاف السكان والعمر. في المتوسط، يبلغ معدل حدوثه لدى كبار السن 2-7% من السكان، مع ظهور الأعراض لدى 3-5% من المرضى الذين يعانون من مظاهر سريرية حادة. في الأطفال الذين يعانون من الأشكال الخلقية من NCC، يصل معدل الكشف إلى 0.6-1.2%. يتم تشخيص إصابة الرجال بالمرض أكثر من النساء، وتزداد الإصابة بشكل ملحوظ لدى الرجال الذين يعانون من عوامل الخطر الأساسية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. وفقا للدراسات، فإن متوسط عمر تشخيص تضيق الأبهر هو 70 عاما، بينما في المرضى الذين يعانون من أمراض خلقية يتراوح من 20 إلى 40 عاما.

الاستعداد الوراثي لهذا المرض

أحد الجوانب الرئيسية التي تمت دراستها في علم الوراثة السريرية هو الاستعداد الوراثي لتضيق الأبهر فوق الصمام. تم تحديد بعض الطفرات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض. لقد ثبت أن الطفرات في الجينات مثل NOTCH1 وSMAD6 ترتبط بحدوث الأشكال الخلقية للمرض. حددت الدراسات اللاحقة أيضًا التغيرات في الكروموسومات 12 و13 التي قد تترافق مع تطور التضيق. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن التاريخ العائلي لمرض NCS يعد عامل خطر يشير إلى احتمال انتقال المرض وراثيًا.

عوامل الخطر لهذا المرض

هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تساهم في تطور تضيق الأبهر فوق الصمام. أهمها ما يلي:

  • العمر - المرض أكثر شيوعًا عند كبار السن.
  • الجنس – الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
  • الحالات المرضية المصاحبة - ارتفاع ضغط الدم والسكري وخلل شحوم الدم - قد تزيد من المخاطر.
  • التدخين - يرتبط تدخين التبغ بأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تشوهات القلب الخلقية - مثل تضيق الشريان الأورطي.

يمكن لعوامل الخطر هذه أن تعمل بشكل فردي أو مجتمعة، مما يؤدي إلى تضييق تدريجي للشريان الأبهر وتدهور صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

تشخيص هذا المرض

يعتمد تشخيص تضيق الأبهر فوق الصمام على العلامات السريرية والاختبارات المعملية والأساليب الآلية. قد تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:

  • ضيق في التنفس أثناء ممارسة الرياضة.
  • ألم صدر.
  • الدوخة أو الإغماء.
  • تدهور في الأداء.

قد تتضمن الاختبارات المعملية تعداد الدم الكامل والتحليل الكيميائي الحيوي، لكن تخطيط صدى القلب أكثر إفادة. من خلال الموجات فوق الصوتية على القلب، يمكن اكتشاف انخفاض في مساحة الصمام الأبهري وتقييم درجة التضيق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تخطيط صدى القلب عبر الصدر أو عبر الأبهر، والذي يسمح بتصور أكثر دقة للميزات التشريحية. وفي بعض الحالات، من الضروري أيضًا إجراء تصوير الأوعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الحالة العامة للشريان الأبهر وتحديد التغييرات المرتبطة به. يجب إجراء التشخيص التفريقي مع أنواع أخرى من التضيق واعتلال عضلة القلب، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الفردية لكل مريض.

علاج

يعتمد علاج تضيق الأبهر فوق الصمام على مرحلة المرض والمظاهر السريرية. من المهم أن نلاحظ أنه في المراحل الأولى من المرض، عادة ما تكون المراقبة الديناميكية وتصحيح عوامل الخطر كافية. ومع ذلك، في حالة وجود أعراض حادة، فإن طريقة العلاج الرئيسية هي الجراحة.

قد يشمل العلاج الدوائي ما يلي:

  • حاصرات بيتا للتحكم في ضغط الدم.
  • مدرات البول في وجود قصور القلب.
  • العوامل المضادة للصفيحات للحد من خطر تجلط الدم.

يتضمن العلاج الجراحي في أغلب الأحيان استبدال الصمام الأبهري أو رأب الصمام بالبالون لتوسيع المنطقة الضيقة. أصبحت العلاجات الأخرى، مثل استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR)، شائعة بشكل متزايد، خاصة لدى المرضى الأكبر سناً غير المؤهلين للجراحة التقليدية.

قائمة الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض

تشمل الأدوية المستخدمة في علاج تضيق الأبهر فوق الصمام ما يلي:

  • أتينولول - للتحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم.
  • فوروسيميد - لعلاج الوذمة وقصور القلب.
  • الأسبرين - كعامل مضاد للصفيحات.
  • راميبريل - لتحسين ديناميكا الدم.
  • الديجوكسين - لزيادة معدل ضربات القلب.

كل من هذه الأدوية له مؤشرات وموانع خاصة به، وعند وصفها من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار الحالة العامة للمريض ووجود الأمراض المصاحبة.

مراقبة المرض

تتضمن مراقبة تضيق الأبهر فوق الصمامي المراقبة السريرية المنتظمة ومراقبة حالة القلب لدى المرضى الذين لديهم تشخيص محدد. تشمل المراحل الرئيسية للتحكم ما يلي:

  • المراقبة الديناميكية للأعراض.
  • دراسات تخطيط صدى القلب المنتظمة لتقييم ديناميكيات التضيق.
  • استشارة طبيب القلب إذا تفاقمت الحالة.

يعتمد تشخيص المرض بشكل كبير على وقت الكشف وبدء العلاج. قد تشمل المضاعفات قصور القلب التدريجي، وعدم انتظام ضربات القلب، والموت القلبي المفاجئ.

السمات المرتبطة بالعمر للمرض

تضيق الأبهر فوق الصمام له خصائصه الخاصة في مختلف الفئات العمرية. عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال، غالبًا ما يكون المرض خلقيًا بطبيعته، مما قد يؤدي إلى أعراض حادة بالفعل في مرحلة الطفولة. في المرضى الأكبر سنا، غالبا ما ترتبط عملية التضيق بالتغيرات الميكانيكية وتكلس الصمام، مما يؤدي إلى التدهور التدريجي للحالة. ومع ذلك، فإن نهج العلاج يختلف أيضًا بين الفئات العمرية، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية العامة والأعراض المرتبطة بها.

أسئلة وأجوبة

  • ما هي الأعراض الرئيسية لتضيق الأبهر فوق الصمام؟ تشمل الأعراض عادة ضيق التنفس عند بذل مجهود، والشعور بضيق التنفس، والدوخة، وألم في الصدر.
  • كيف يتم تشخيص المرض؟ يعتمد التشخيص على النتائج السريرية، وتخطيط صدى القلب، وفي بعض الحالات، تصوير الأوعية.
  • ما هي علاجات تضيق الأبهر فوق الصمام؟ يشمل العلاج المراقبة، والعلاج الدوائي، والجراحة، وإذا لزم الأمر، زرع الصمام.
  • من هو الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض؟ لوحظ الخطر الأكبر عند كبار السن والرجال والمدخنين والمرضى الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • ما هو تشخيص تضيق الأبهر فوق الصمام؟ يعتمد التشخيص على مرحلة المرض ووقت العلاج. وفي الحالات المتقدمة، من الممكن حدوث مضاعفات خطيرة، بما في ذلك فشل القلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.